قرية وادي العبادلة
واحة خضراء وسط الصحراء
في حضن الطبيعه الخلابه وعلى ضفاف وادي كبير وطويل ترقد قرية وادي العبادله التي اشتقت اسمها من واديها الكبير الذي ينتسب اسمه بالتبعيه إلى قبيلة العبادله الذين يشكلون أغلبية سكان القرية ومنهم اشتق اسم الوادي واسم القرية...
والوصول إلى وادي العبادله يبدأ من مسافي بالنسبة للقادمين من إمارات الدوله خيث يسلك الزائر الطريق الممتد بين مسافي ودبا الفجيرة حوالي 15 كم من مسافي أو 30 كم للقادمين من دبا الفجيرة حيث ترقد بهدؤها وطبيعتها أعلى الوادي تحمل من صفات أهلها طبيعتهم وكرمهم وشهامتهم، يحيط بقرية العبادله عدد من الجبال من كافة الأتجاهات حيث تعتبر امتداد لسلسلة الجبال التي تحيط بالفجيرة الإمارة الأم التي تتبعها القرية وتتميز هذه الجبال لغناها بألوان طبيعيه وتعود إلى طبيعة محتوياتها وعناصرها التي تتكون منها وهي شاهقة الإرتفاع.
ويشكل أهل القرية خليطاً من قبائل العبادلة والزيود ويبلغ مجموع السكان حوالي ألف نسمة تجمع بينهم جميعاً وشائج المحبة والقربى المتينه حيث يشكلون نسيجاً واحداً متلاحماً حيث يتميزون فيها بينهم بالترابط والمودة والمشاعر الطيبة المتبادلة تجاة بعضهم البعض، وتشكل الزراعة الحرفة الرئيسية لأهالي القرية منذ الأزل وختى اليوم ويعتبرها أهل القرية ميراثاً لا يمكن التفريط فيه عن الآباء والأجداد، ويساعدهم في ذلك تميز ارض وادي العبادلة بوفرة المياة الجوفيه والوادي وبعض الينابيع الطبيعيه وزائر وادي العبادلة سيشعر بمتعة شديدة وهو يجتاز الطريق المؤدي إلى القرية حيث يبدأ من مسافي في الإرتفاع بشده حتى يصل إلى ذروتة ثم يبدأ في الإنحدار مع بداية ظهور اشجار القرية عدة آلاف من أشجار النخيل والموز والليمون والجوافة وبعض الخضروات المتنوعة.
لعل أهم ما يميز قرية وادي العبادلة عن غيرها من القرى النائية التابعة لإمارة الفجيرة هو إنتشار العيون المائية والأفلاج حيث من السهل على الزائر أن يلاحظ تناثر الأفلاج المائية على حافة الوادي وهذه الأفلاج كانت ولا تزال تستخدم في ري زراعة الأشجار المختلفة كما توجد برك مائية اسفل مهابط المياه مليئة بأسماك الصد التي تدغدغ الأقدام حين تدخلها فهي لا تخاف الناس وأعتادة على وجودهم بالقرب من البرك وتعتبر مياة العبادلة من أعذب المياة بالمنطقة وتصلح لكافة الأستخدامات وتنتشر الآبار المائية التي حفرها مواطني قرية العبادلة كما تم توصيل مياهها للمنازل.
يتميز أهل قرية وادي العبادلة بنظام ري توارثوه عبر أجدادهم وآبائهم منذ عشرات السنين ولا يختلفون علية أبداً وهو بمثابة قانون يطبقة الجميع بلا إستثناء وهذا النظام يقضي بأن يخصص يوم لكل صاحب أرض لري أرضة ولا يتعدى بأي حال من الأخوال موعده في الري وينتظر دورة دونما ترتيب مسبق ودونما جدال وهو الأمر الذي يعكس مدى الحب والتفاهم والإحترام السائد بين أهل قرية وادي العبادلة، وتنفرد قرية وادي العبادلة بميزة تعتبر من نعم الله على أهلها وهي أن الأشجار في هذه القرية كما الحال بالنسبة لأهلها معمره، فهناك أشجار يصل عمرها إلى اكثر من مائة سنه كما أن أحد أبناء العبادلة وصل عمرة الآن إلى مائة وثلاثون عاماً...
وقد امتدت يد الاتحاد الخيرة إلى قرية العبادلة حيث يمكن بسهولة ملاحظة المساكن الشغبية الحديثة التي بنيت على الطراز المعماري الحديث ويسكنها أهل القرية، كما ينعم أبناء وبنات القرية بمظلة التعليم التي وصلت إلى أقصى بقاع الدولة منذ أن قام الاتحاد تحت قيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظة الله. وربما تكون مشكاة القرية الوحيدة في موسم الأمطار الشتوية التي تملأ الوادي بالخير فينقطع الطريق ولا يستطيع أياً من أبناء القرية الدخول أو الخروج منها وان كانت الحكومة تحاول أن تجد لهذه المشكلة حلاً ببناء جسر يسهل حركة المرور أثناء فترات المطر وتنتج مزارع وادي العبادلة المانجو والليمون والباذنجان والطماطم وذلك بالإضافة إلى إنتاجها المتميز من شجر النخيل الذي تتعدد أنواعه في هذه القرية الواعده.