تزامن بدء الدراسة مع “رمضان” يضاعف نفقات الأسر 120% في الإمارات
دبي- توقع أولياء أمور في الإمارات العربية المتحدة أن ترتفع نفقاتهم الشهرية بنسبة تصل إلى 120% خلال شهر أغسطس/آب الجاري، مقارنة بالأشهر الماضية تزامنا مع بدء العام الدراسي، الذي يتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار القرطاسية (الأدوات المدرسية) بنحو 15% عن العام الماضي 2007.
وقال عبد الله المنصوري إن استهلاك الأسرة يرتفع خلال الشهر الأول من العام الدراسي بنسب تتراوح بين 40 و60%، حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة “الاتحاد” الإماراتية.
وأشار إلى أن تزامن دخول شهر رمضان المبارك مع بدء العام الدراسي الجديد سيرفع النفقات نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر المقبل بنسبة تتراوح بين 100 و120%، منوها إلى أن الأزمة المالية تتفاقم لا سيما بعد النفقات التي تحملتها الأسر في موسم الإجازات.
أسعار الورق
واتفق معه بالرأي رب الأسرة حمد سالم، الذي عبر عن مخاوفه من ارتفاع أسعار القرطاسية، الأمر الذي أكده باعة ومديرو قرطاسيات.
وقال حسين عبد الله إن سعر 10 أقلام رصاص بعلبة معدنية بلغ 7.25 دراهم (الدولار = 3.67 دراهم)، كما ارتفع سعر لوح الكتابة إلى 7 دراهم، مقابل 5.5 العام الماضي،فيما تتراوح أسعار الحقائب المدرسية بين 35 و130 درهما، مقابل 25 إلى 90 درهما العام الماضي.
إلى ذلك، قال مدير مبيعات “قرطاسية” محمد خان إن زيادة أسعار احتياجات المدارس بنحو 15% يرجع إلى ارتفاع كلفة المحال؛ إذ ارتفعت الإيجارات بنسب وصلت إلى 70% خلال العامين الماضيين، فضلا عن ارتفاع كلفة الاستيراد.
وزاد “بعض المنتجات لم تشهد زيادة سوى 1-5%، بينما شهدت منتجات أخرى زيادة بلغت نحو 40% كما هو الحال بالنسبة للحقائب المدرسية”.
وأوضحت نهى المرسي “ربة منزل” أن قيمة الدفتر الواحد 100 ورقة ارتفعت بنسبة 10%؛ حيث يباع بـ2.20 درهم مقابل درهمين العام الماضي، كما تباع 6 دفاتر بحجم 100 ورقة للدفتر الواحد بـ24 درهما، مقابل 21 درهما العام الماضي، بزيادة 14%.
ويصل سعر الطن من الورق إلى 1300 دولار، مقابل 950 دولارا خلال الفترة ذاتها العام الماضي، كما بلغت الزيادة العالمية في أسعار الورق 33%.
وأرجعت تقارير متخصصة الزيادة في أسعار الورق إلى احتكار أوروبا والولايات المتحدة تلك الصناعة، وارتفاع سعر صرف اليورو، واستمرار موسم حرق الغابات بأوروبا والولايات المتحدة، فيما تعد كندا والصين واليابان واندونيسيا والهند وكوريا من الدول المصدرة للورق عالميا.
الرسوم المدرسية
وفي سياق متصل، قال سالم إن بدء العام الدراسي يمثل عبئا ماليا على نفقات الأسرة بنسبة زيادة تبلغ 60% عن بقية أشهر السنة، ناهيك عن أعباء الرسوم المدرسية السنوية الآخذة بالارتفاع، وإلى جانب المصاريف الموسمية، فإن ميزانيات الأسر ستتعرض لهزة إضافية ستنجم عن معدلات زيادة الرسوم الدراسية التي أقرتها وزارة التربية والتعليم.
وأسفر قرار “التعليم” عن اعتماد نسبة زيادة تتراوح بين 5 و10% في حالة مرور سنة على آخر زيادة معتمدة، وتزيد النسبة لتصل إلى 10 و20% في حالة مرور سنتين، وترتفع لتتراوح بين 20 و30% عند مرور 3 سنوات على آخر زيادة معتمدة، مع استثناء بعض المدارس من هذه النسب تحفيزا لإداراتها نحو الارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية بشكل مستمر يصب في مصلحة الطلبة.
وقال مدير مبيعات إحدى القرطاسيات الكبرى عمر بوازي إن المبيعات سترتفع منتصف الشهر المقبل بالنسبة للمكتبات والمحال الصغيرة، فيما يشهد الأسبوع الذي يسبق الموسم الدراسي قيام الأسر بشراء احتياجات أبنائهم من اللوازم المدرسية.
وطرحت مراكز تسوق و”قرطاسيات” الأسبوع الجاري الاحتياجات الجديدة للمدارس، مع تقديم عروض خاصة تشمل مجموعة مختلفة من اللوازم المدرسية في عبوة واحدة بسعر أقل من شراء تلك الأدوات منفردة.
وفي السياق ذاته، شهدت الأسواق المحلية للمرة الأولى طرح المنتج الوطني للوازم المدارس، والذي تضمن إطلاق اسم مسلسل فريج وشخصياته الشهيرة على الدفاتر المدرسية بأحجامها المختلفة في القرطاسيات ومراكز التسوق، ما أرجعه باعة إلى شعبية المسلسل الذي نال إعجاب مختلف الشرائح الاجتماعية، فضلا عن منتجات “أم خماس” الوطنية الجديدة.
وتوقع مدير مبيعات قرطاسية علي الهاشمي أن يلقى المنتج الوطني الجديد رواجا كبيرا، وربما يحقق المركز الأول في مبيعات الدفاتر بأحجامها المختلفة، مشيرا إلى أن عملاء القرطاسيات أبدوا رغبتهم بعرض المنتج الجديد.
ضبط الإنفاق
وكانت وزارة التربية والتعليم حددت يوم 24-8-2008، كموعد لبدء العام الدراسي 2008/2009 بدوام الهيئات الإدارية والفينة والتدريسية، على أن تبدأ الدراسة لجميع المراحل الدراسية ورياض الأطفال في 31-8-2008.
وقال مدير مبيعات مؤسسة تعمل في لوازم المدارس كريم عبد الكريم إن المحال الصغيرة تقوم بشراء الاحتياجات من دبي والشارقة، وتزيد في أسعارها ما بين الدرهم والدرهمين في مختلف المنتجات، وبعضها تصل نسبة الزيادة فيها إلى 25 فلسا، كما في الأقلام وبعض الدفاتر.
وذكر حمد سالم أن زيادة الأسعار خلال النصف الأول من العام الجاري أدت الى تقليل الاستهلاك من السلع غير الأساسية، وشراء الضروري من السلع الغذائية فقط.
وزاد “لا بد أن تعتاد الأسر على آلية ضبط الإنفاق، ما يسهم في التعامل مع احتياجاتها من لوازم المدارس وشهر رمضان “.
وارتفع معدل التضخم في الإمارات إلى 11.1% في 2007 مسجلا أعلى مستوياته في 20 عاما على الأقل، مدفوعا للصعود أساسا بزيادة الإيجارات، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
(الأسواق.نت)